مايكل جاكسون: كيف كان يومه الأخير؟

  • آيان يونغ
  • مراسل الشؤون الفنية والترفيهية
مايكل جاكسون

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، مايكل جاكسون قبل وفاته بثلاثة أشهر

انتشر خبر دخول مايكل جاكسون إلى قسم الاسعاف في 25 من يونيو/حزيران 2009 بسرعة الضوء.

علمت بذلك وأنا في طريقي لمشاهدة فرقة رقص في خيمة في مهرجان غلاستونبري في اليوم السابق لبدء الحدث فعلياً.

أخذني المحرر جانباً وقال إن مايكل جاكسون نُقل إلى المستشفى وقد يكون في غيبوبة، كان مصدر الخبر موقع أخبار النجوم الشهير TMZ.

لم يكن أحد على يقين تام بمدى صحة الخبر، لطالما ظهرت إشاعات حول ملك البوب وتم نفيها لاحقاً.

خبر الوفاة

ومع ذلك، عدت إلى المقصورة الخلفية التي كنت أعمل فيها، وحاولت البحث عن أي خبر يفيدني بذلك الخصوص. تحولت غرف الأخبار حول العالم إلى ورش عمل لمعرفة ما يحدث.

وبعد وقت قصير، اتصل المحرر مرة أخرى وقال متلعثماً بعد أن تنهد بعمق: " TMZ يقول أنه مات".

كان مايكل جاكسون من أشهر نجوم البوب خلال الأعوام الثلاثين الماضية، ولا يمكن إنكار عظمة موسيقاه. ولكن كان هناك جانب آخر أثار الجدل والقلق بين محبيه، وهو اتهامه (ثم تبرئته) بالتحرش الجنسي بالأطفال، إلى جانب شخصيته الغريبة وحياته الشخصية الخاصة المثيرة.

في تلك المرحلة، لم يكن العالم يعرف أي شيء عما حدث له في الساعات الأخيرة التي سبقت وفاته، ولكن مع مرور الزمن، برزت تفاصيل أكثر عن يومه الأخير.

كان جاكسون على موعد بعد أسابيع قليلة مع سلسلة حفلات مجزية مالياً في صالة " ARENA 02" في لندن وكان قد استعد لها بشكل جدي.

وكان قد أنهى البروفات في لوس أنجلوس بعد منتصف الليل قبل وفاته بوقت قصير.

وبحسب كتاب "83 دقيقة: الطبيب والضرر والموت المفاجئ لمايكل جاكسون"، فإن النجم الشهير لم يكن قادراً على النوم لسنوات دون الإستعانة بالمهدئات.

TMZ كان السبّاق في نشر خبر وفاة مايكل جاكسون

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، TMZ كان السبّاق في نشر خبر وفاة مايكل جاكسون

تفاصيل وأسباب الموت

كان طبيب جاكسون الخاص كونراد موراي ( عمل لديه براتب شهري قدره 150 ألف دولار) في انتظار النجم في منزله الفاره، وكانت الأدوية المختلفة من زجاجات وقوارير وحقن متناثرة في كل مكان في غرفة نومه.

أخبر موراي الشرطة أنه أعطى المغني بروبوفول (دواء قوي يعطى عادة قبل وأثناء العمليات الجراحية في المستشفيات) كل ليلة خلال الشهرين الماضيين، قبل أن يحذره من مخاطره في 22 يونيو/حزيران 2009.

وفي الساعات الأولى من يوم 25 يونيو/حزيران، أعطاه مجموعة من الأدوية المهدئة المختلفة لمساعدته على النوم ولكن دون جدوى.

وقال موراي إن جاكسون كان أكثر توتراً قبيل بروفات حفلته الموعودة في لندن وكان يقول "علي أن أكون جاهزاً لحفلة إنجلترا".

وكان جاكسون لا يزال مستيقظاً في الساعة العاشرة، وتوسل إلى طبيبه لإعطائه بعض الحليب (كان يقصد البروبوفول لأنه يشبه الحليب).

أعطاه الطبيب الدواء عن طريق الوريد بالتنقيط حوالي الساعة 10:40 بتوقيت غرينتش.

الطبيب كونراد موراي خلال المحاكمة في عام 2011

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، الطبيب كونراد موراي خلال المحاكمة في عام 2011

تحقيقات

قال موراي للمحققين أنه كان يأخذ معه المعدات اللازمة لمراقبة معدل نبضات القلب ومستويات الأوكسجين في الدم، وأنه لم يغادر سرير جاكسون إلا لدقيقتين للذهاب إلى الحمام، وعندما عاد، كان جاكسون قد توقف عن التنفس.

لكن رواية الطبيب كانت موضع شك كما أظهرت مكالمات هاتفه المحمول، حيث تبين أن الطبيب علم بوجود خلل ما قبل الظهر بفترة وجيزة.

وقال إنه وجد بعد ذلك اضطراباً في نبضات القلب، فحاول جاهداً إنعاشه، وادعى أنه لم يستطع الاتصال بالإسعاف على الفور لأنه كان يحاول إنعاشه، لكنه نادى بعد فشله على أحد حراس الأمن في منزل جاكسون.

وقال ألبرتو ألفاريز إن الطبيب موراي أمره بإزالة القوارير والزجاجات وأكياس السيروم قبل الاتصال بالإسعاف. ولم يتم الاتصال حتى الساعة 12:21 بعد الظهر.

وكان ابن وابنة جاكسون، برنس وباريس في حالة ذهول عندما سيطر الذعر على المنزل، ولم يتعرف المسعفون على النجم عندما وصلوا. كان شاحباً وهزيلاً كأنه يعاني من مرض عضال.

خروج الآلاف من محبي جاكسون في نعيه

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، خروج الآلاف من محبي جاكسون للمشاركة في نعيه

استنفار وسائل الإعلام

نقل جاكسون على وجه السرعة إلى المركز الطبي لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وهناك استمرت محاولات الإنعاش لكن دون جدوى، وبعد ساعة و13 دقيقة، أعلن الأطباء وفاته.

وبحلول تلك الساعة، كان محبو جاكسون قد احتشدوا أمام المستشفى، وسبق موقع TMZ جميع وسائل الإعلام العالمية في نشر خبر وفاته للعالم في حوالي الساعة 22:44 بتوقيت غرينتش.

نشر خبر وفاته في نيويورك عبر الشاشات في الشوارع

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، نشر خبر وفاته في نيويورك عبر الشاشات في الشوارع

ومع انتشار استخدام الهواتف الذكية، أصبحت قصة مايكل جاكسون من أكثر القصص انتشاراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان وقتها محرر مجلة " Word" أندرو هاريسون، من بين أولئك المشاركين في مهرجان غلاستونبري، وقال لـ (بي بي سي راديو 5 لايف) في تلك الليلة: "ما نراه هنا أن الكثير من الناس يحدقون في الشاشات الصغيرة في محاولة لمعرفة ما إذا كان الخبر صحيحاً أم لا، لأنه لا يمكنهم تصديق ما قيل، وهم يبحثون في كل موقع قد يخطر بالبال بحثاً عن مزيد من المعلومات".

طغى البحث عن معلومات تتعلق بخبر وفاته على شبكة الانترنت، ولم يستطع البعض الوصول إلى أي نتائج عبر البحث عن اسم مايكل جاكسون لأن مواقع البحث بدت وكأنها تتعرض لهجوم خبيث عبر البحث عن اسم جاكسون.

كما تعطل كل من موقع "تويتر" و"تايمز" في لوس أنجلوس و" TMZ " و"Wikipedia" و"AOL".

وبعد حادث الوفاة بعامين، أدين الطبيب كونراد موراي بالقتل غير العمد، وقضى أقل من عامين في السجن من أصل مدة العقوبة البالغة أربع سنوات.

طريقة تعبير أحد محبي مايكل جاكسون عن تفاعله مع خبر وفاة مايكل جاكسون

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، أحد محبي مايكل جاكسون في غلاستونبري يعبر عن تفاعله مع خبر وفاة مايكل جاكسون بارتداء قميص طبع عليه خبر وفاته. 2009

تعبير عن الإعجاب

عبر الناس بطرق مختلفة عن إعجابهم بموسيقى جاكسون، وتعبيراً عن مشاركتهم الحزن على فقدان نجم البوب العالمي كنت تسمع أغانيه أينما اتجهت، وسط ذهول وعدم تصديق الكثيرين لخبر وفاته.

وفي نهاية ذلك الأسبوع، تحدث عدد من الفنانين المشاركين في المهرجانات الفنية عن وفاة جاكسون وأذيعت أغانيه على المسارح، وكان عدد قليل منهم على استعداد لإجراء لقاءات للحديث عن جاكسون. فقد كان مدراء أعمالهم يخشون إبداء الفنانين الإعجاب به وكيل المديح له تحسباً لظهور المزيد من الفضائح بعد وفاته.

وقد ظهر بعضها مؤخراً عندما قدم رجلان شهادة مقنعة في فيلم وثائقي قالا فيه إن جاكسون اعتدى عليهما مراراً عندما كانا طفلين.

ورغم أن موسيقاه وأغانيه ستبقى دائماً حاضرة، إلا أن بعض جوانب حياته المثيرة للجدل تبقى مقلقة.